الباب الخامس عشر: في بيان ما يجب معرفته من أصول الدين
  يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}(١)، ونهى عن
  الدعاء والسؤال لغيره فقال - تعالى -: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}(٢)، وإذا كان العبد يدعوه بالشرائط يجيبه ولذلك قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(٣)، وقال - تعالى -: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}(٤)، يعني: لا يمكن أن يجيبه أحد إلا الله - تعالى -، وروي عن النبي ÷ أنه قال: «الدعاء مخ العبادة»(٥)، يعني أن الدعاء خير العبادة.
  وللدعاء أوقات فيها أقرب إلى الإجابة: كالجمعة، وليلة الجمعة، وشهر رمضان، ويوم عرفة، وليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، ونحو ذلك.
  وأمكنة يكون الدعاء فيها أفضل وأقرب إلى الإجابة: كالكعبة، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، ثم سائر مساجد الأئمة والصالحين.
  ومن شرائط الدعاء:
  - أن لا يدعو شيئاً بخلاف الشرع والمصلحة.
  - والداعي يجب أن يكون مؤمناً؛ حتى تجاب دعوته.
  وإن كان في موضع تجاب دعوة غير المؤمن كما قال النبي ÷: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً»(٦).
(١) سورة غافر: ٦٠.
(٢) سورة القصص: ٨٨.
(٣) سورة غافر: ٦٠.
(٤) سورة النمل: ٦٢.
(٥) الدعاء للطبراني ص ٢٤.
(٦) مسند أحمد بن حنبل ج ٢٠ ص ٢٢.