الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الخامس عشر: في بيان ما يجب معرفته من أصول الدين

صفحة 177 - الجزء 1

  يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}⁣(⁣١)، ونهى عن

  الدعاء والسؤال لغيره فقال - تعالى -: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}⁣(⁣٢)، وإذا كان العبد يدعوه بالشرائط يجيبه ولذلك قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣(⁣٣)، وقال - تعالى -: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}⁣(⁣٤)، يعني: لا يمكن أن يجيبه أحد إلا الله - تعالى -، وروي عن النبي ÷ أنه قال: «الدعاء مخ العبادة»⁣(⁣٥)، يعني أن الدعاء خير العبادة.

  وللدعاء أوقات فيها أقرب إلى الإجابة: كالجمعة، وليلة الجمعة، وشهر رمضان، ويوم عرفة، وليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، ونحو ذلك.

  وأمكنة يكون الدعاء فيها أفضل وأقرب إلى الإجابة: كالكعبة، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، ثم سائر مساجد الأئمة والصالحين.

  ومن شرائط الدعاء:

  - أن لا يدعو شيئاً بخلاف الشرع والمصلحة.

  - والداعي يجب أن يكون مؤمناً؛ حتى تجاب دعوته.

  وإن كان في موضع تجاب دعوة غير المؤمن كما قال النبي ÷: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً»⁣(⁣٦).


(١) سورة غافر: ٦٠.

(٢) سورة القصص: ٨٨.

(٣) سورة غافر: ٦٠.

(٤) سورة النمل: ٦٢.

(٥) الدعاء للطبراني ص ٢٤.

(٦) مسند أحمد بن حنبل ج ٢٠ ص ٢٢.