النفس الزكية #:
  فقال ابن له: دعوه حتى أدلكم عليه، فدل وأخذوه وجاءوا به إلى نصر، فحبسه وقيده وكتب إلى يوسف بن عمر، وكتب يوسف إلى يزيد بن الوليد حتى أطلقوه، ورجع يحيى حتى وصل (بيهق) فبايعه هناك جماعة، فرجع ودعا الناس حتى اجتمع عليه خلق كثير، ووصل الخبر إلى نصر بن سيار، فكتب إلى أصحابه العساكر في البلاد حتى يأخذوه، ووصل يحيى # إلى (نيسابور) وكان أمير البلد عمرو بن زرارة فقاتلوا، فقتل عمرو بن زرارة، وخرج يحيى # من (نيسابور) وسار إلى (جوزجان) واجتمع عليه كثير، وبعث نصر بن سيار عسكراً كثيراً إلى قتاله، وقاتلوا حتى قتل يحيى #، وصلب مدة، ثم دفن، وبعثوا برأسه إلى بلد (مرو)، وتربته بـ (جوزجان) في قرية (ارغوى)، قتل يوم الجمعة في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: خمس وعشرين، وسنه يوم قتل ثماني وعشرين سنة ~(١).
النفس الزكية #:
  كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو القاسم محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، يقال له: المهدي، والنفس الزكية، وكان في العلم والزهد والشجاعة بالمحل العظيم، وله مصنفات كثيرة، وكان جامعاً لشرائط الإمامة، وسُمي بأمير المؤمنين، وكان متوارياً مدة، وبعث أخاه إبراهيم والدعاة في الآفاق حتى أخذوا بيعة خلق كثير، وخرج في آخر شهر جمادي الآخر لليلتان بقيتا منه سنة خمس وأربعين ومائة من المدينة، وجاء إلى مكة، وبايعه علماء مكة، ورجع إلى المدينة، وبعث أخاه إبراهيم إلى البصرة، فلما دخل شهر رمضان بايعه كثير من العلماء خاصة مشايخ المعتزلة اتصلوا به، ثم بعث أبو جعفر الملقب بالمنصور عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وقاتله، وقتل # في رمضان سنة خمس وأربعين ومائة، وله اثنتان
(١) الإفادة ص ٦٨.