أخبار إبراهيم بن عبد الله:
  وخمسون سنة ~(١)، وقيل غير ذلك والله أعلم.
  وبعث برأسه إلى أبي جعفر، ودفن باقيه بـ (البقيع)، وطلب أبو جعفر أخاه إبراهيم ولم يظفر به، فأخذ أباه وأعمامه ومن أولاد الحسن أربعين ونيف بالمدينة، وأمر بقيدهم وحبسهم، وجاءوا بهم إلى العراق وحبسوهم، وقتل أكثرهم ومات بعضهم، وقتل أباه عبد الله بن الحسن رحمة الله عليه، وما خلص منهم من الحبس إلا قليل(٢).
  ولما عذبوا في السجن وقتل بعضهم، جاء(٣) النفس الزكية وأخوه إبراهيم متنكرين إلى أبيهما وقالا: هذه المشقة والمحبة تحصل إليكم بسببنا، لو أمرتنا حتى نظهر وندخل على أبي الدوانيق حتى لو قتلنا، وخلصتم من هذه المحنة والمشقة.
  فقال لبنيه: أمضيا وعيشا عزيزين، وموتا كريمين، فانصرفا وخرجا واحداً بعد واحداً، وقُتلا ª.
أخبار إبراهيم بن عبد الله:
  كنيته أبو الحسن، وهو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
(١) الإفادة ص ٧٣.
(٢) ذكر أبو يعقوب بن سليمان، قال: حدثتني جمرة العطارة - عطارة أبي جعفر - قالت: لما عزم المنصور على الحج دعا ريطة بنت أبي العباس امرأة المهدي - وكان المهدي بالري قبل شخوص أبي جعفر - فأوصاها بما أراد، وعهد إليها، ودفع إليها مفاتيح الخزائن، وتقدم إليها واحلفها، ووكد الايمان الا تفتح بعض تلك الخزائن، ولا تطلع عليها أحدا إلا المهدي، ولا هي، فلما قدم المهدي من الري إلى مدينة السلام، دفعت إليه المفاتيح، وأخبرته عن المنصور أنه تقدم إليها فيه ألا يفتحه ولا يطلع عليه أحدا حتى يصح عندها موته، فلما انتهى إلى المهدي موت المنصور وولي الخلافة، فتح الباب ومعه ريطة، فإذا أزج كبير فيه جماعة من قتلاء الطالبيين، وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم، وإذا فيهم أطفال ورجال شباب ومشايخ عدة كثيرة، فلما رأى ذلك المهدي ارتاع لما رأى، وأمر فحفرت لهم حفيرة فدفنوا فيها، وعمل عليهم دكان. تاريخ الطبري ج ٨ ص ١٠٤ - ١٠٥.
(٣) قبل قتله.