الباب السادس: في بيان كيفية الخلاف الذي ظهر في الأمة وبيان ظهور كل فرقة
  مذاهباً وفرقاً.
  والخلاف الآخر: ظهر في القرآن؛ لأن المسلمين في الصدر الأول قالوا: القرآن هو هذه السور والآيات وإنه محدث وإنه كلام الله، وقالت الكفار: إنه كلام محمد، ثم ظهر بعده الأقاويل الباطلة في القرآن.
  ثم ظهر القول بالإرجاء، وخالفوا في الأسماء والأحكام حتى صاروا فرقاً.
  والخلاف الآخر: خلاف القرامطة، ووضع مذهبهم في مائتين وستين من الهجرة.
  والخلاف الآخر: خلاف الروافض، ظهر في أيام المأمون، أظهره هشام بن الحكم، ثم زادوا بعد ذلك وقووه حتى صاروا فرقاً كثيرة.
  وبقيت فرقة واحدة على ما كان عليه النبي ÷ وأهل بيته وأصحابه، ونحن نذكر الآن المذاهب المحدثة ونعد رجال كل مذهب على سبيل الإيجاز والاختصار، ثم نبين مذهب أهل الحق ونذكر أئمتهم إن شاء الله - تعالى -.
= تسبق إلا إلى ما تصوره، فلما تركوا النظر وركبوا طريقة التقليد، أداهم ذلك إلى ما قلنا. فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ١٤٩.