الباب السادس: في بيان كيفية الخلاف الذي ظهر في الأمة وبيان ظهور كل فرقة
  النبي ÷ فأراد أن يخرج إلى بيت أمه فاطمة & ومطرت السماء، فدعا النبي ÷ فأمسكت حتى وصل الحسين إلى عند فاطمة &، وما أراد أن يقع عليه قطر المطر، فكيف حالة قتله لو رآه وقد وقعت عليه السهام، وطعن بالرماح، وقطع بالسيوف إرباً إرباً، وركضت عليه الدواب حتى كسرت عظامه، فويل {لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ٢}(١)، في يوم يكون خصمهم النبي ÷ وعلي وفاطمة $، وفي خبر طويل أن النبي ÷ قال: «اللهم من أبكى حسيناً فلا تغفر له»(٢)، وقد وردت أخبار كثيرة في مدحهم وذمّ أعدائهم، وذكر جميعها لا يحتمل في هذا الوضع، ومن يقول بإمامة يزيد - لعنه الله تعالى - ويقول إنه كان على الحق فيكون قرينه في النار كما هامان قرين فرعون في جهنم كما قال الله - تعالى -: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ٢٣}(٣).
  والخلاف الآخر: القول بالجبر ظهر في أيام معاوية وبني مروان، ثم زاد في كل وقت حتى جوزوا تكليف ما لا يطاق، وقالوا بخلق أفعال العباد، وقالوا الكفر والعناد والظلم وجميع المعاصي بقضاء الله وقدره.
  والخلاف الآخر: القول بالتشبيه(٤)، كذلك أيضاً ظهر في أيامهم وصارت
= للطبراني ج ٣ ص ٣٤، مسند البزار ج ١٢ ص ٣١٣، الشريعة للآجري ج ٥ ص ١٢٥٦.
(١) سورة إبراهيم: ٢.
(٢) لم أجد فيما لدي ذكر لهذا الخبر، غير هذه الرواية عن يزيد بن أبي زياد، قال: خرج النبي ﷺ من بيت عائشة ^، فمر على بيت فاطمة، فسمع حسينا يبكي ¥، فقال: «ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟». المعجم الكبير للطبراني ج ٣ ص ١١٦.
(٣) سورة الصافات: ٢٢ - ٢٣.
(٤) قال الشيخ أبو علي: فأما التشبيه فإنما كان سبب حدوثه في هذه الأمة أن قلوب العامة لا =