الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب التاسع: في بيان مذهب الباطنية

صفحة 82 - الجزء 1

الباب التاسع: في بيان مذهب الباطنية

  لمذهبهم [لقبان]⁣(⁣١) ولذلك لا يكاد يعرف حقيقة مذهبهم⁣(⁣٢):

  أحدها: أنهم يسترونه ولا يظهروه.

  والآخر: أنهم يحدثون في كل زمان مذهباً آخر.

  وليس غرضهم الدين، وإنما غرضهم الإلحاد وهدم الإسلام، وقد صُنف في أخبارهم ومذاهبهم كتب جمة.

  وابتداء وضع هذا المذهب سنة خمسين ومئتين من الهجرة، ووضعه قوم كان في قلوبهم بغض للإسلام من المجوس، وبثوا الدعاة إلى الأطراف ليدعوا الناس إلى هذا المذهب؛ لعل المملكة ترجع إليهم، ويبطل دين النبي العربي ÷، {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}⁣(⁣٣)، ولم يزل يبطل مرادهم.

  وكان [أول]⁣(⁣٤) دعاتهم عبد الله بن ميمون القداح⁣(⁣٥)، ولما وضعوا هذا ادعوا التشيع ومذهب الإمامية، حتى غروا الناس، وهم براء من مذهب الشيعة.


(١) في نسخة (ب): افنان.

(٢) قال الأستاذ بجامعة (لندن) «برنارد لويس»: «... إذ ميزة هذه الفرقة السرية الشبيهة بالماسونية، أغلقت سبيل البحث على المؤرخين والباحثين». إسماعيليان در تاريخ ٣، لجماعة من الفضلاء، ترجمة يعقوب آزئد.

(٣) سورة التوبة: ٣٢.

(٤) مكتوب: آخر، لعله خطأ من الناسخ.

(٥) عبد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي، يقال أنه كان مجوسياً، توفي سنة ١٨٠ هـ، روى عنه المحدثين كالترمذي، مع تضعيفهم له، وله مصنفات منها: مبعث النبي وأخباره، وصفة الجنة والنار. الملل والنحل، الأعلام ج ٤ ص ١٤١.