الباب التاسع: في بيان مذهب الباطنية
  ولهم أسماء كثيرة:
  الإسماعيلية: لأنهم قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر(١)، وبإمامة ابنه محمد بن إسماعيل(٢)، ويقولون هذا الدور دوره، ودور محمد ÷ مضى.
  والباطنية: لقولهم لكل ظاهر باطن هو المقصود.
  والقرامطة: منسوبة إلى رجل اسمه حمدان بن القرمط(٣).
  والسبعية: لأنهم اعتبروا عدد السبع في كثير من الأشياء.
  ولهم حيل وترتيب في الدعوة حتى يبلغوا أمر من يدعونه إلى الخروج من الدين.
  وكان لهم خرجة قد ظهر بها أثر إلحادهم كما فعل أبو سعيد الجنابي(٤) وابنه أبو الطاهر(٥) بالحاج من القتل والمعرة(٦)، وبالكعبة من قلع الحجر
(١) أبو محمد إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، توفي صغيراً في حياة أبيه سنة ١٣٨ هـ ولا أثر له.
(٢) محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، يعد عندهم أو المكتومين، ولد بالمدينة وتوفي ببغداد، ويقال: إنه ذهب إلى بلاد الروم. الأعلام ج ٦ ص ٣٤.
(٣) حمدان بن قرمط الكوفي، قيل كان يميل إلى الزهد، فصادفه أحد دعاة الباطنية في طريق، وهو متوجه إلى قرية، وبين يديه بقر يسوقها، وعلى يده دخل مذهبهم. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج ١٢ ص ٢٩١.
(٤) أبو سعد الحسن بن بهرام وقيل الحسن بن أحمد ابن الحسن بن يوسف بن كوذكار الجنابي، كان ظهوره سنة ست وثمانين ومائتين في البحرين، وكثرت جموعه، وعظمت جيوشه، قتل سنة ٣٠١ هـ. تجارب الأمم وتعاقب الهمم ج ٥ ص ٩، تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١٣ ص ٦.
(٥) أبو الطاهر سليمان بن الحسن الجنابي، دخل البصرة سنة ٣١١ هـ، وأغار على مكة يوم التروية سنة ٣١٧ هـ والناس محرمون، فاقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى «هجر» ونهب أموال الحجاج وقتل كثيرين منهم. تاريخ الطبري ج ١١ ص ٢٣٨، الكامل في التاريخ ج ٦ ص ٧٤٢.
(٦) المعَرَّةُ: الإثم والأذى. القاموس المحيط ج ١ ص ٤٣٨.