الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية

صفحة 87 - الجزء 1

  والواقفية قالوا: المنتظر هو موسى⁣(⁣١)، وأمثال ذلك.

  وأما القطعية: هم الذين قالوا بالأئمة الاثني عشر، ويقولون المنتظر هو محمد بن الحسن العسكري⁣(⁣٢)، وكان موت الحسن في سنة ستين ومائتين، ومن حينه يقولون سيخرج ولم يظهر له أثر ولا خبر، وهذه القطعية يقولون: بعصمة الإمام، وبالمعجز، وبالنص على الاثني عشر، ويقولون لا يصلح غيرهم للإمامة من أولاد رسول الله ÷، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين وبعدهم، وكان أول من وضع هذا المذهب هشام بن الحكم⁣(⁣٣)، وأبو عيسى الوراق⁣(⁣٤)، ونصره ابن الروندي⁣(⁣٥) وصنف فيه، ثم كثروا بعد ذلك وهم فرقتان، وكان أكثر سلفهم قالوا بالجبر والتشبيه كهشام بن الحكم، والبابويه وأمثالهم.


(١) أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، من أعلام أهل البيت، كان موسى يدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده، توفي سنة ١٨٣ هـ. وفيات الأعيان ج ٥ ص ٣٠٨.

(٢) قال الفقيه محمد بن الحسن الديلمي: «أعلم أنه قد ثبت من روايات أئمة الهدى أن الحسن العسكري ما كان له ولد، وذلك هو المشهور عن الناصر للحق #؛ لأنه كان عند الحسن العسكري عند وفاته وهو الذي دفنه |» قواعد عقائد آل محمد خ، وقال الإمام المنصور عبد الله بن حمزة: «وإن عدم الولد من الحسن بن علي # معلوم، ولهذا اقتسم أخوه جعفر مع سائر ورثته ميراثه، ولم ينكر أحد من المسلمين، ولا علم فيه مخالف بعد استبراء حال جاريته نرجس بحبس أربع سنين» العقد الثمين ص ٢٦٣.

(٣) أبو محمد هشام بن الحكم الشيباني الكوفي، متكلم إمامي بارع، ولد بالكوفة، ونشأ بواسط، اشتهر بمقالات التشبيه والتجسيم، له مصنفات منها: الإمامة، والرد على الزنادقة، والدلالات على حدوث الأشياء، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة مستترا وقيل في خلافة المأمون. الفهرست ص ٢١٧.

(٤) أبو عيسى محمد بن هارون الوراق، متكلم، من اصحاب الروندي، له مصنفات منها: الإمامة، والعلات، والمجالس، توفي سنة ٢٤٧ هـ. مروج الذهب ومعادن الجوهر ج ٤ ص ٢٣.

(٥) أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، فيلسوف شهير، كان أولا من متكلمي المعتزلة، اشتهر بالإلحاد وقيل: إنه كان لا يستقر على مذهب، وَلا يثبت على شيء ويقال: أنه كان غاية في الذكاء، له مصنفات منها: فضيحة المعتزلة، والتاج، والزمرد، توفي سنة ٢٩٨ هـ. لسان الميزان ج ١ ص ٦٩٥، الأعلام ج ١ ص ٢٦٧.