الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية

صفحة 88 - الجزء 1

  والفرقة الأخرى قالوا: بالتوحيد والعدل كالنوبختية⁣(⁣١) والمرتضى⁣(⁣٢) وصار هذا المذهب مذهباً بالمرتضى؛ لأنه صنف الكتب في الأصول والفروع والإمامة، ونصره وخلط التوحيد والعدل به، وكذلك أكثر متأخريهم يقولون: بالتوحيد والعدل، ويخالفون في الإمامة⁣(⁣٣)، ومسألة القياس⁣(⁣٤)، والاجتهاد⁣(⁣٥)، والإجماع⁣(⁣٦)، والرجعة⁣(⁣٧)، والبداء⁣(⁣٨).


(١) أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، فيلسوف متكلم، له علم واطلاع على المذاهب، وهو منسوب الى نوبخت رجل، له مصنفات منها: الآراء والديانات، وفرق الشيعة، والفرق والمقالات، توفي سنة ٣١٠ هـ. طبقات المعتزلة ص ١٠٤، الأعلام ج ٢ ص ٢٢٤.

(٢) الشريف المرتضى علي بن موسى بن محمد العلوي، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر، له مصنفات منها: الشافي في الإمامة، والغرر والدرر، وتنزيه الأنبياء، توفي سنة ٤٣٦ هـ. الأعلام ج ٤ ص ٢٧٨.

(٣) قال الشيخ محمد رضا المظفر: «إن الإمامة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله» عقائد الإمامية ص ٦٦.

(٤) قال الشريف المرتضى: «والذي نذهب إليه أن القياس محظور في الشريعة استعماله؛ لأن العبادة لم ترد به، وإن كان العقل مجوزاً ورود العبادة باستعماله» الذريعة إلى أصول الشريعة ج ٢ ص ٦٧٥.

(٥) قال العلامة الحلي: «وأما العلماء فيجوز لهم الاجتهاد، باستنباط الأحكام من العمومات، في القرآن والسنة، وترجيح الأدلة المتعارضة» مبادئ الأصول ص ٢٤١.

(٦) قال الشهيد الثاني: «والحق أن الإجماع أيضاً ليس بحجة على حده. قال العلامة - الحلي - في التهذيب: الإجماع إنما هو حجة عندنا لاشتماله على قول المعصوم، فكل جماعة كثرت أو قلت كان قول الإمام في جملة أقوالها، فإجماعها حجة لأجله لا لأجل الإجماع» حقائق الإيمان ص ١٩٤.

(٧) قال الشيخ المفيد: «إن الله تعالى يرد قوما من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز منهم فريقا ويذل فريقا ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد $» أوائل المقالات ص ٧٧ - ٧٨.

(٨) قال الشيخ ابن بابويه القمي: «يقول العرب: بدا لي شخص في طريقي أي ظهر، قال الله ø: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ٤٧}⁣[الزمر] أي ظهر لهم، ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه نقص من عمره، ومتى ظهر له من عبد إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه التعفف عن الزنا زاد في رزقه وعمره» التوحيد ص ٣٣٦.