الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

البحث الرابع في أحكام الاستعارة

صفحة 175 - الجزء 1

  ويحكى عن «واصل» وكان من المفلقين في طلاقة اللسان وذلاقته، أن رجلا قال له يمتحنه بالفصاحة وقد عرف أن في لسانه لثغة في مخرج الراء: قل: رجل ركب فرسه وجر رمحه، فقال له: غلام اعتلى جواده، وسحب ذابله، فما أجاب به أفصح وأسلس مما امتحن، بنطقه، وما ذاك إلا لأجل الطلاقة في اللسان، والبراعة في جودة الذكاء والفطنة.

  النوع الخامس فيما ورد من التشبيه من المنظوم

  فمن ذلك ما قاله امرؤ القيس:

  كأن ثبيرا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل

  وقال:

  كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ... من السيل والغثاء فلكة مغزل

  وقال عمرو بن كلثوم:

  وما منع الضغائن مثل ضرب ... ترى منه السواعد كالقلينا

  والقلة خشبة صغيرة قدر ذراع، يضرب بها وقال:

  إذا ما رحن يمشين الهوينى ... كما اضطربت متون الشاربينا

  وقال لبيد:

  ولها هباب في الزمام كأنها ... صهباء راح مع الجنوب جهامها

  وقال ذو الرمة:

  كحلاء في برج صفراء في دعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب

  والبرج: النماء والزيادة، وقيل إن هذه اللفظة نبطية، وليست فصيحة، وقال آخر:

  سود ذوائبها بيض ترائبها ... محض ضرائبها صيغت من الكرم

  وقال البحتري:

  ذات حسن لو استزادت من الحس ... ن إليه لما أصابت مزيدا

  فهي كالشمس بهجة والقضيب ال ... لدن قدا والرئم طرفا وجيدا

  وقال آخر:

  تردد في خلقي سؤدد ... سماحا مرجى ويأسا مهيبا

  فكالسيف إن جئته صارخا ... وكالبحر إن جئته مستثيبا