القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
  لأمه في مدحه حيث قال:
  أصبحت بابن زبيدة ابنة جعفر ... أملا لعقد حباله استحكام
  فإن مثل هذا مما يعد في القبح في مثل هذا المقام، وهكذا قوله:
  وليس كجدّتيه أمّ موسى ... إذا نسبت ولا كالخيزران
  وإنما كان هذا مكروها، لأن شرف الإنسان إنما يكون بالرجال لا من جهة النساء.
الصنف السادس: القلب
  وهو من جملة أفانين البلاغة، وفيه دلالة على الاقتدار في الكلام والإغراق فيه، ويأتي على أوجه خمسة:
  أولها «التبديل»
  وهو عكس الكلمات في نظامها وترتيبها، ومثاله قولهم كلام الملوك ملوك الكلام، وفي الحريريات قوله الإنسان صنيعة الإحسان ورب الجميل فعل الندب، وشيمة الخير ذخيرة الحمد، وكسب الشكر استثمار السعادة، وعنوان الكرم تباشير البشر، وكقول المتنبي(١):
  فلا مجد في الدّنيا لمن قلّ ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قلّ مجده
  ومنه قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}[يونس: ٣١].
  وثانيهما قلب البعض
  ومثاله قوله:
  وقالوا أىّ شيء منه أحلى ... فقلت المقلتان المقتلان
  فأخر ما قدمه في أحدهما، وقدم ما أخره كما ترى.
  وثالثها قلب الكل من الكلمة
  ومثاله قوله(٢)
  حسامك منه للأحباب فتح ... ورمحك فيه للأعداء حتف
  «ففتح» مقلوبه من آخره «حتف» ويخالف ما سبقه فإن القلب في المقلتين والمقتلين ليس إلا بعض الكلمة لا غير،
  ورابعها «المجنح»
  وهو أن يكون القلب في أول كلمة من البيت وآخر كلمة منه وهذا كقوله(٣):
  لاح أنوار الهدى ... في كفّه في كلّ حال
  فقوله «لاح» في أول البيت مقلوبه «حال» في آخره.
(١) البيت في المصباح ص ٢٠١.
(٢) البيت في المصباح ص ٢٠١.
(٣) البيت في المصباح ص ٢٠٢.