الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،

صفحة 33 - الجزء 3

الضرب الخامس في بيان المعاظلة بالإضافة المتعددة

  ومثاله قولك لبد، سرج، فرس، غلام، دابة، زيد وما هذا حاله فإنه يثقل على الأذن في سماعه، وتنفر النفوس عن تأليفه، ونحوه قول من قال من الشعراء⁣(⁣١):

  حمامة جرعى حومة الجندل اسجعى ... فأنت بمرأى من سعاد ومسمع

  فلما أضاف حمامة إلى جرعى، وأضاف جرعى إلى حومة، وأضاف حومة إلى الجندل، أكسبه ذلك ركة، ونزولا، فهذا ما أردنا ذكره في المعاظلة، وهي وإن كانت مكروهة في بليغ الكلام وفصيحه، لكن غيرها ربما كان أدخل في الكراهة، وأبعد عن أساليب الفصاحة.


(١) البيت في الإشارات والتنبيهات ١٣، والتبيان للطيبي ٢/ ٥٢٨، والإيضاح ص ٩.