القسم الثالث في بيان الإيجاز من غير حذف فيه
  ورد في قول النابغة(١):
  تقول رجال يجهلون خليقتى ... لعل زيادا لا أبا لك غافل
  فهذا وأمثاله يغتفر فيه هذا الاعتراض وإن كان لا فائدة تحته،
و %%%% الوجه الثاني أن يكون من غير فائدة، لكنه يكون قبيحا لخروجه عن قوانين العربية وانحرافه عن أقيستها %%%%
الوجه الثاني أن يكون من غير فائدة، لكنه يكون قبيحا لخروجه عن قوانين العربية وانحرافه عن أقيستها
  كقول من قال(٢):
  فقد والشكّ بيّن لي عناء ... بوشك فراقهم صرد، يصيح
  وإنما كان قبيحا لأنه اعترض بين قد وفعلها بقوله «والشك» ومثل هذا قبيح لا يغتفر وهو في النثر أقبح منه في النظم؛ لأن الناظم يضطره الوزن فيعذر فيه بعض معذرة، فأما الناثر فلا عذر له في مثل هذا؛ لأنه لا يراعى وزنا يلزمه استقامته. وكتاب الله تعالى والسنة الشريفة، وكلام أمير المؤمنين منزه عن مثل هذا الاعتراض؛ لأنه غير لائق بالكلمات البليغة.
(١) البيت للنابغة الذبياني، وهو في ديوانه / ١٥٤، ورواية الديوان:
يقول رجال ينكرون ... .... . . . . . .
(٢) البيت بلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٣٠، ٢/ ٣٩٠، ورصف المباني ص ٣٩٣، وشرح شواهد المغنى ص ٤٨٩، ومغنى اللبيب ص ١٧١، ويروى البيت.
فقد والله بين لي عنائي .... . . . . . . . . . . . . .