القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
  وهكذا قال غيره:
  كيف السرور بإقبال وآخره ... إذا تأملته مقلوب إقبال
  وأراد أن مقلوب إقبال لا بقاء، ولقد صدق فيما قال فإنه لا سرور في الحقيقة بإقبال آخره التغير والانتقال، ومن هذا ما قاله بعضهم:
  جاذبتها والريح تجذب عقربا ... من فوق خدّ مثل قلب العقرب
  وطفقت ألثم ثغرها فتمنّعت ... وتحجّبت عنّى بقلب العقرب
  فقلب العقرب الأول هو عبارة عن الكوكب الأحمر، وقلب العقرب الثاني هو عبارة عن البرقع، لأنه قلبه إذا قلبته إليه.
الضرب العاشر [تجنيس الإشارة]
  وهو أن لا يذكر أحد المتجانسين في الكلام، ولكن يشار إليه بما يدل عليه وهذا كقول بعضهم:
  حلقت لحية موسى باسمه ... وبهارون إذا ما قلبا
  ولا شك أنك إذا قلبت هارون من آخره فهو يكون نوره، لكنه لم يذكر لفظ النّوره ولكنه أشار إليها إشارة بقوله «وبهارون إذا ما قلبا» ومن ذلك ما قال بعضهم(١):
  وما أروى وإن كرمت علينا ... بأدنى من موقّفة حرون
  يطيف بها الرّماة فتتّقيهم ... بأوعال معطّفة القرون
  فقوله «أروى» المذكورة في البيت هي المرأة وقوله موقفة حرون، يشير بها إلى «أروى» الأوعال وأراد أن هذه المرأة التي اسمها «أروى» ليست بأقرب من التي في الجبال، لكنه أعرض عن ذكرها، فهذا ما أردنا ذكره في التجنيس.
(١) انظر البيت الأول منهما في ديوان الشماخ ص ٣١٩، ولسان العرب (وقف)، (حرن)، ومجمل اللغة ٢/ ٥١، وتاج العروس (وقف)، (حرن)، ومقاييس اللغة ٢/ ٤٧، والمخصص ٨/ ٣٠، ١٥/ ٢١٠.