القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
الضرب الثالث أن يتفقا في المعنى ويختلفا صورة،
  وهذا كقول عمر بن أبي ربيعة القرشي(١):
  واستبدّت مرّة واحدة ... إنّما العاجز من لا يستبدّ
  وقال آخر:
  تمنّيت أن ألقى سليما ومالكا ... على ساعة ينسى الحمام الأمانيا
  فقوله تمنيت مع الأماني متفقان في المعنى مختلفان في الصورة كما ترى.
الضرب الرابع أن يتفقا في الاشتقاق ويختلفا في الصورة،
  وهذا مثاله ما قال بعض الشعراء:
  ضرائب أبدعتها في السما ... ح فلسنا نرى لك فيها ضريبا
  ومنه قول جرير:
  أخلبتنا وصددت أمّ محلّم ... أفتجمعين خلابة وصدودا
الضرب الخامس أن لا يلتقيا في الاشتقاق ويتفقا في الصورة،
  وهذا كقوله في الحريريات:
  ولاح يلحى على جرى العنان إلى ... ملهى فسحقا له من لائح لاح
  لأن قوله لاح بالشئ، إذا ذهب به، فالأول بمعنى الذهاب، وقوله بعد ذلك لاح اسم الفاعل من قولهم لحاه إذا ذمه، ولحاه إذا نازعه الأمر، فالصدر من ذوات الثلاثة، والعجز من ذوات الأربعة.
الضرب السادس أن يقع أحد اللفظين في حشو المصراع الأول من البيت ثم يقع الآخر في عجز المصراع الثاني،
  وما هذا حاله يقع على أوجه ثلاثة، أولها أن يكونا متفقين صورة ومعنى، وهذا كقول أبى تمام(٢):
  ولم يحفظ مضاع العلم شيء ... من الأشياء كالمال المضاع
  وثانيها أن يقعا على هذا الحد، ويتفقا صورة لا معنى، ومثاله قول من قال:
(١) البيت لعمر بن أبي ربيعة، وهو في ديوانه ص ٣٢٠.
(٢) انظر البيت في الإيضاح بتحقيقنا، ويروى البيت:
ولم يحفظ مضاع المجد شيء .... . . . . . . .