القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
  أطاع أيضا.
الضرب التاسع أن يقع أحدهما في أول المصراع الثاني موافقا لما في عجزه صورة ومعنى،
  ومثاله قول بعضهم(١):
  وإن لم يكن إلا معرّج ساعة ... قليلا فإني نافع لي قليلها
  فالقليل الأول والثاني مستويان في لفظهما ومعناهما، ولا يقدح كون أحدهما معرفة والآخر نكرة فيما نحن فيه، فإن ذلك بمعزل عما نريده في المثال.
الضرب العاشر أن يكونا مشتبهين في الاشتقاق لفظا، والمعنى بخلافه،
  ومثاله ما ورد في الحريريات وهو قوله:
  ومضطلع، بتلخيص المعاني ... ومطّلع، إلى تخليص عانى
  فالمعانى الأول، اشتقاقها من عناه الأمر يعنيه إذا ألم به بقلبه ولامه ياء كما ترى، والعاني الثاني، اشتقاقه من عنا يعنو إذا هلك والعناء هو الهلاك، ولامه واو فهما يشتبهان في اللفظ، وبينهما ما ترى من المخالفة وقوله مضطلع، وزنه «مفتعل» من قولهم اضطلع الأمر، إذا نهض به وقوله «مطّلع» وزنه «مفتعل» من اطّلع على الشئ إذا أشرف عليه، فهذا ما أردنا ذكره في كيفية رد العجز على الصدر على هذه الكيفيات المختلفة، وقد عدّ علماء البيان في ذلك أنواعا كثيرة لم ترد في كلام البلغاء فأعرضنا عن ذكرها كما أعرض عنها غيرنا من أرباب هذه الصناعة وبالله التوفيق.
(١) البيت لذي الرمة عيلان بن عقبة، وفي الديوان «إلا تعلل ساعة» بدلا من «إلا معرج ساعة» ديوانه ٢/ ٩١٢ ط دمشق، والإشارات ص ٢٩٦.