القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
  ومن هذا قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ٢٦}[الغاشية: ٢٥ - ٢٦] ومنه قول الآخر(١):
  سود ذوائبها بيض ترائبها ... محض ضرائبها صيغت من الكرم
  فقوله ذوائبها، وترائبها، مختلف، في الوزن كما ترى، ومنه قول ذي الرمة(٢):
  كحلاء في برج صفراء في دعج ... كأنها فضة، قد مسّها ذهب
  فهذا وأمثاله هل يكون معدودا من التصريع أم لا، فالذي عليه الأكثر من أهل البلاغة كالمطرزى وعبد الكريم صاحب البيان وغيرهما أنه لا محالة معدود منه وإن كان مخالفا في الزنة، فأما ابن الأثير فقد أبى عدّه منه، وزعم أنه لا يعدّ في الترصيع إلا الوجه الأول، والأمر فيه قريب، والمختار ما عليه الأكثر، لأنه لا يعد في التجنيس كما مر بيانه، وإذا بطل كونه تجنيسا وجب القضاء بكونه ترصيعا إذ لا قائل بكونه خارجا عن البابين.
(١) البيت لأبى صخر الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٩٦٩، ولسان العرب (بوب).
(٢) انظر البيت في الإيضاح ص ٢٣٦ بتحقيقنا، ويروى البيت:
حوراء في دعج صفراء في نعج .... . . . . . . . . . . . . . . . . . . .