الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،

صفحة 207 - الجزء 2

  لا كان إنسان، تيمّم صائدا ... صيد المها فاصطاده إنسانها

  وثالثها أن يقعا على هذه الصفة لكنهما يتفقان معنى، ويختلفان من جهة الصورة، ومثاله قول امرئ القيس⁣(⁣١):

  إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بخزّان

  وفي الحريريات:

  ولو استقامت كانت ال ... أحوال فيها مستقيمه

الضرب السابع أن تقع إحدى الكلمتين في آخر المصراع الأول موافقة لما في عجز المصراع الثاني،

  ومتى كان الأمر كما قلناه فهو على وجهين، أحدهما أن تكون الموافقة في المعنى والصورة، ومثاله ما قاله أبو تمام في بعض مدائحه⁣(⁣٢):

  ومن كان بالبيض الكواعب مغرما ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما

  فالغرام بالشئ، الولوع به، وهما متفقان في هذا المعنى كما ترى مع اتفاقهما في الصورة والبناء. وثانيهما أن تكون الموافقة بينهما في الصورة دون المعنى، مثاله ما ورد في الحريريات⁣(⁣٣):

  فمشغوف بآيات المثاني ... ومفتون برنّات المثاني

  فالمثانى الأول هو آيات الفاتحة، وسميت مثاني لأنها تثنى في الصلاة، والمثاني الثاني هو ما يثنى من الأوتار.

الضرب الثامن أن يلاقى أحد اللفظين الآخر في الاشتقاق ويخالفه في الصورة،

  ومثاله قول البحتري:

  ففعلك إن سئلت لنا مطيع ... وقولك إن سألت لنا مطاع

  فكلاهما مشتق من الطاعة، لكن الأول اسم فاعل من أطاع، والثاني اسم مفعول من


(١) البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٩٠، وجمهرة اللغة ص ٥٩٦، وأساس البلاغة (خزن) وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٢/ ١٧٨.

(٢) انظر البيت في الإيضاح ص ٣٣٩، بتحقيقنا، القواضب: السيوف القاطعة، البيض: السيوف والنساء الجميلات، والبيت من قصيدة يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف، ديوانه ٣/ ٣٣٦، الإشارات ص ٢٩٦

(٣) آيات المثاني: القرآن، ورنّات المثاني: المزامير، والبيت للحريرى من مقاماته ص ٥٢١، أورده الجرجاني، وانظر البيت في الإيضاح بتحقيقنا ص ٣٤٠.