القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،
صفحة 77
- الجزء 3
  فلقد أبدع فيما قاله وأظنه يحكى عن مسلم بن الوليد وهو من رقائقه التي اختص بها ونفائس ما نظمه وأراد أن الواشي مذموم لا محالة لما يفعله من القبيح، لكن العلة في حسن إساءته؛ هو أنه يخاف على محبوبته من وشايته، فامتنع دمع عينيه من أجل الخوف والفشل فسلم إنسان عينه من أن يغرق بدموعه لمّا كان خائفا مذعورا من الوشاية، فلا وجه لتعليل حسن الوشاية إلا هذا وكقول من قال من الشعراء:
  فإن غارت الغدران في صحن وجنتي ... فلا غرو منه لم يزل وابل يهمى
  وألحق به ما هو بمعناه وهو التعجب كقوله:
  أيا شمعا يضيء بلا انطفاء ... ويا بدرا يلوح بلا محاق
  فأنت البدر ما معنى انتقاصي ... وأنت الشمع ما سبب احتراقى