الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،

صفحة 87 - الجزء 3

  الرسول تعظيما لقدره، ورفعا لحالته وإشادة لذكره، وإبانة عن مكانه، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

  قالت وعيش أخي وحرمة والدي ... لأنبّهنّ الحىّ إن لم تخرج

  فخرجت خيفة قولها فتبسّمت ... فعلمت أنّ يمينها لم تخرج

  فضممتها ولثمتها وفديت من ... حلفت علىّ يمين غير المخرج⁣(⁣١)

  فانظر إلى ما حكاه من يمينها على جهة الإعظام لها ورفع القدر منها، ورابعها ما يكون على جهة التغزل ومثاله ما قاله بعض الشعراء:

  جنى وتجنّى والفؤاد يطيعه ... فلا ذاق من يجنى علىّ كما يجنى

  فإن لم يكن عندي كعينى ومسمعى ... فلا نظرت عيني ولا سمعت أذني⁣(⁣٢)

  فقوله «فإن لم يكن عندي كسمعى» فيه دلالة على القسم، وهو متضمن له على جهة التغزل والإعجاب كأنه قال: فوالله إنه عندي بمنزلة سمعي، وإن لم أكن صادقا فيما قلت فأعمى الله عيني، وأصم سمعي، وخامسها أن يكون واردا على جهة الزهو والطري ومثاله قول من قال من الشعراء:

  حلفت بمن سوّى السماء وشادها ... ومن مرج البحرين يلتقيان

  ومن قام في المعقول من غير رؤية ... بأثبت من إدراك كلّ عيان

  لما خلقت كفّاك إلا لأربع ... عقائل لم يعقل لهنّ ثوان

  لتقبيل أفواه وإعطاء نائل ... وتقليب هندىّ وحبس عنان⁣(⁣٣)

  فهذا وما شاكله وارد في القسم على جهة الإعظام في المديح والإطراء على ممدوحه وإشادة ذكره وإظهار أمره.


(١) انظر المصباح ص ٢٦٣، ٢٦٤.

(٢) انظر المصباح ص ٢٦٤.

(٣) انظر المصباح ص ٢٦٤.