الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

النظر الثالث في التعلقات الفعلية

صفحة 165 - الجزء 3

  وأما «إذا» فإنها تكون شرطا في الأمور الواضحة كقوله تعالى: {ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ٣٣}⁣[الروم: ٣٣] وتقول إذا طلعت الشمس جئتك، وقال تعالى: {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ}⁣[النساء: ٨٣].

  و «من» للتعميم في أولى العلم، قال الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء: ١٢٣] وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة: ٧ - ٨].

  و «أي» لتعميم ما تضاف إليه في أولى العلم وغيرهم، قال الله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا ٦٩}⁣[مريم: ٦٩] لأن تقديره ننزعه، في أحد وجوهها و «متى» للتعميم في الأوقات المستقبلة، وتستعمل مجردة عن «ما» وتستعمل مؤكدة «بما» كقولك: متى ما تأتني آتك.

  و «أين» لتعميم الأمكنة، قال الله تعالى: {أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}⁣[النساء: ٨٧] وقال تعالى: {أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً}⁣[البقرة: ١٤٨].

  و «أنى» لتعميم الأحوال، كقولك: أنى تكن أكن و «حيثما» لتعميم الأمكنة، قال الله تعالى: {وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}⁣[البقرة: ١٤٤].

  و «ما» تكون للتعميم في كل الأشياء قال الله تعالى: {وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ٢١٥}⁣[البقرة: ٢١٥] وقال تعالى: {وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ}⁣[المزمل: ٢٠] و «مهما» أعم، قال الله تعالى: {مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ١٣٢}⁣[الأعراف: ١٣٢].

  وأما «لو» فهي للشرط في الماضي دالة على امتناع الشئ لامتناع غيره قال الله تعالى:

  {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا}⁣[الأنبياء: ٢٢] أي امتنع الفساد لامتناع وجود الآلهة.

  وأما «إمّا» المكسورة، فهي «إن» أكدت «بما» فأكد شرطها بالنون المؤكدة، قال الله تعالى {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً}⁣[مريم: ٢٦] وأما المفتوحة فهي للتفصيل، وفيها معنى الشرط، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ}⁣[هود: ١٠٦] {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ}⁣[هود: ١٠٨] فهذا كلام فيما يختص بالفعل نفسه من هذه الأمور.