الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 8 - الجزء 1

  بيان ماهيته وموضوعه ومنزلته من العلوم الأدبية، والطريق إلى الوصول إليه وبيان ثمرته وما يتعلق بذلك، من بيان ماهية البلاغة والفصاحة والتفرقة بينهما. ونشير إلى معاني الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما، إلى غير ذلك مما يكون تمهيدا وقاعدة لما نريده من المقاصد.

  الفن الثاني منها مرسوم المقاصد اللائقة. نذكر منه ونشير فيه إلى ما يتعلق بالمباحث المتعلقة بالمعاني وعلومها. ونردفه بالمباحث المتعلقة بعلوم البيان وأقسامها. ونشرح فيه ما يتعلق به من المباحث بعلم البديع ونذكر فيه خصائصه وأقسامه وأحكامه اللائقة به بمعونة اللّه تعالى ولطفه.

  الفن الثالث نذكر فيه ما يكون جاريا مجرى التتمة والتكملة لهذه العلوم الثلاثة، نذكر فيه فصاحة القرآن العظيم وأنه قد وصل الغاية التي لا غاية فوقها، وأن شيئا من الكلام وإن عظم دخوله في البلاغة والفصاحة، فإنه لا يدانيه ولا يماثله. ونذكر كونه معجزا للخلق لا يأتي أحد بمثله. ونذكر وجه إعجازه، ونذكر أقاويل العلماء في ذلك، ونظهر الوجه المختار فيه، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة، والنّكت الغزيرة، التي نلحقها على جهة الرّدف والتكملة لما سبقها من المقاصد.

  فالفن الثالث للثاني على جهة الإكمال والتتميم. والفن الأول للثاني على جهة التمهيد والتوطئة والسرّ واللباب. والمقصد لذوي الألباب. ما يكون مودعا في الفن الثاني وهو فن المقاصد. وأنا أسأل الله تعالى بجوده الذي هو غاية مطلب الطّلّاب. وكرمه الواسع الذي لا يحول دونه ستر ولا حجاب أن يجعله من العلوم النافعة في إصلاح الدّين. ورجحنا في ميزاني عند خفة الموازين. إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول.