القسم الثاني في بيان الشواهد المنظومة
  وما يك في من عيب فإني ... جبان الكلب مهزول الفصيل(١) ومن جيد الكناية ما قاله نصيب:
  لعبد العزيز على قومه ... وغيرهم منن ظاهره(٢)
  فبابك أسهل أبوابهم ... ودارك مأهولة عامره
  وكلبك آنس بالزائرين ... من الأم بالابنة الزائره
  ومن أرقها وألطفها ما قاله أبو نواس:
  فما جازه جود ولا حل دونه ... ولكن يسير الجود حيث يسير(٣)
  ومن غريبها قول أبى تمام:
  أبين فما تردن سوى كريم ... وحسبك أن يزرن أبا سعيد(٤)
  ومن هذا قول بعضهم:
  صمتى تخلو تميم من كريم ... ومسلمة بن عمرو من تميم(٥)
  ومن بديعها ما قاله بعضهم:
  ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب(٦)
  ومن هذا قول بعض الشعراء:
  يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا ... يكلمه من جبه وهو أعجم(٧)
  ولنقتصر على هذا القدر في إيراد الأمثلة والشواهد ففيه كفاية لمقصدنا، وستكون لنا عودة بأكثر من هذا عند الكلام في فن المقاصد، وذكر تفاصيل الاستعارة والتشبيه والكناية وأحكامها، فأما الآن فليس مقصدنا إلا المثال لا غير، وبتمامه يتم الكلام على المقدمة الرابعة وبالله التوفيق.
(١) البيت لابن هرمة، شاعر من مخضرمى الدولتين، ديوانه ص ١٩٨، وبلا نسبة في دلائل الإعجاز ص ٣٠٧، وشرح الحماسة للتبريزى ٤/ ٩٣، والإشارات ص ٢٤٢.
(٢) الأبيات لنصيب الشاعر الأموي في مدح عبد العزيز بن مروان، والأبيات في التبيان ص ٣٩، الإيضاح ص ٢٢٨.
(٣) البيت لأبى نواس من قصيدة يمدح فيها الخطيب ومطلعها:
أجارة بيتنا أبوك غيور ... وميسور ما يرجى لديك عسير
في الإشارات ص ٢٤٦، والإيضاح ص ٢٩١.
(٤) لأبى تمام في ديوانه ص ٨٢ وفي المفتاح ص ٤١٢ وأبو سعيد هو محمد بن يوسف التغرى الطائي ودلائل الإعجاز ص ٢٤١، والتبيان ص ٤٠.
(٥) البيت في المفتاح ص ٤١٢ ويصف الشاعر مسلمة بن عمرو بالكرم لأنه من تميم المشهورين بالكرم، ودلائل الإعجاز ص ٤١٢، والتبيان ص ٤٠.
(٦) البيت للنابغة الذبياني، ديوانه ص ٤٤، والإشارات ص ١١١، والتبيان للطيبي، والمصباح ص ٢٣٩.
(٧) البيت لأبى هرمة في البيات والتبيين ٣/ ٢٠٥، ديوانه ص ١٩٨، دلائل الإعجاز ص ٢٣٩، وهو غير منسوب في الحيوان ١/ ٣٧٧، والحماسة ١/ ٢٦٠.