إعلام الأعلام بأدلة الأحكام،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

قصة إسماعيل # وأمه وحفر زمزم

صفحة 202 - الجزء 1

  تسقيه من ذلك الماء، وشربت أيضاً هي حتى فني ما كان في الإناء، واشتد الحر، وعطش إسماعيل، فلم تدر هاجر ما تصنع، غير أنها تغدوا مرة نحو الصفا ومرة نحو المروة وهي تقول: إلهي وسيدي إن ولدي هذا هو ابن خليلك إبراهيم فلا تقتله عطشاً، فأوحى الله إلى جبريل # أن أغثها فقد استغاثت بي وأنا غياث المستغيثين، قال: فانقض جبريل # كالبرق الخاطف، ثم ناداها: أيتها المرأة ارجعي إلى ابنك فقد أتاك الغياث من ربك، قال: فرجعت هاجر إلى إسماعيل وإسماعيل يبحث هكذا بأصابعه في الأرض، وقد نبعت له عين من الماءِ وهي بئر زمزم، قال: ففرحت هاجر وخرت ساجدةً ثم إنها رفعت رأسها، فجعلت تجمع الحصى حول العين، ثم أنها ملت ذلك السقا الذي معها ولم تشرب خوفاً أن يفنى ماءُ العين فناداها جبريل #: أيتها المراة اشربي ولا تخافي أن يفنى هذا الماء، فإن الله تبارك وتعالى سيعمر هذا البيت ويطاف بأفنيته.

  وكان بعض أهل العلم يقول: لولا أن هاجر جمعت الحصى حول عين زمزم لكان ماؤها يسيح على وجه الأرض.

  ٤٨٤ - قال أبو الحسن علي بلال |، وبهذا الإسناد قال: كان عبد المطلب ذات يوم في الحجر، فعلاه النوم، فرأى رجلاً طويل الباع حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، يهتف أن يا عبدالمطلب قم فاحفر طيبة، فانتبه فزعاً مذعوراً، وجعل يقول وما طيبة؟ ثم عاد إلى مضجعه فرقد، فهتف به ذلك الهاتف أن: يا عبد المطلب قم فاحفر برة، فانتبه فزعاً مرعوباً وهو يقول وما برة؟ قال: ثم عاد إلى مضجعه فرقد، فهتف به ذلك الهاتف وهو يقول: يا عبدالمطلب قم فاحفر