في الحذف
  مثل (المستهزئين والمستقرئين) وإن كان مبنيا كتب بياءين فرقا بين (التثنية والجمع)، (وقاض وداع وغاز) ونحوه من المنقوص يكتب كله بغير ياء إذا كان منوناً في حال الرفع أو الجر، فإن كان غير منون، أو منونا منصوبا كتب (بياء) وتثبت خطاً في المكان الذي تثبت فيه في اللفظ، وتحذف خطا في الموضع الذي تحذف فيه من اللفظ، ومن الحذف حذف همزة لام التعريف إذا دخل عليها لام ابتداء وحرف جر مثل قولك (للرجل خيرٍ من المرأة)، (وللرجل عندي حق)، ومن الحذف حذف ألف الوصل من (ابن) إذا وقع مفرداً صفة بين علمين أو كنيتين أو لقبين سواء اتفق ذلك أو اختلف مثل (هذا زيد بن عمرو)، و (هذا أبو القاسم بن أبي محمد)، و (هذا العابد بن الأمير)، و (هذا زيد بن الأمير) و (زيد بن أبي القاسم) ولو قلت (هذا زيد ابن أخينا) و (إن زيداً ابن عمرو)، و (هذا زيد وعمرو ابنا خالد) لأثبت الألف في هذا كله وإنما تحذف مع ما شرطناه).
  قال السيد الإمام:
  اعلم أن الحذف في الخط إنما يراد للخفة فيما كثر استعماله ثم هو على نوعين، سماعي مقرر وقياسي مكرر. فالنوع الأول: السماعي المقرر وذلك نحو حذفهم ألف الوصل في (بسم) والألف من اسم (الله) والألف من (الرحمن) فهذه الألفات الثلاثة وجدت محذوفة من خط المصاحف سماعاً فحذفت في كل موضع اتباعاً.
  ولو قلت: باسمك يا الله يا رحمان بقيتها على القياس ولم تحذفها لأنها ما لم ترد كذلك وهكذا جميع ورد مكتوباً في خط المصحف يجب اتباعه وتقريره كما ورد من الحذف والإبقاء.
  النوع الثاني: (القياسي ثم هو ضربان:
  فالضرب الأول: منهما ما يختص بالمضاعف، وهو على وجهين:
  الوجه الأول: من كلمة واحدة نحو (كر، وبر، ومذ)، فما هذا حاله يكتب بلام واحدة لأجل التخفيف بكثرة الاستعمال. الوجه الثاني: في كلمتين وما هذا حاله يكتب بحرفين، (كاللحم واللبن والليل)، لأن إحداهما منفصلة عن الأخرى، فجعل في الخط كذلك، إلا مفرد الذي وجمعه فإنه يكتب بلام واحدة لكثرة الاستعمال في المفرد وثقل الجمع، فلهذا خففوهما بكتبها بلام واحدة لأجل طولهما بالصلة وهذا هو مراد