الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم
  ويقولون: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على قدر الطاقة باللسان، واليد، والسيف، والقلب، ويرون الخروج على الظلمة واجباً؛ ولهذا خرج كثير من أهل البيت $ - وإن لم يكن فيهم شرائط الإمامة - بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفع الظلمة عن المظلومين غير من خرج منهم من كبار الأئمة الذين كانوا مجمّعين لخصال الإمامة وشرائطها.
  وأما في الإمامة: يقولون أن الإمامة لا تجب عقلاً وإنما تجب بالشرع، وقالوا المعجز ليس بشرط في الإمامة، ولا يجب أن يكون الإمام معصوماً في جميع عمره، وليس الإمام مثل درجة النبي، وقالوا طريق الإمامة هو النص من جهة الله - تعالى - أو من جهة الرسول ÷، أو من جهة إمام(١)، أو بالدعوة والانتصاب مع وجود الخصال، والنص من جهة الله - تعالى - ورسوله ÷ على أمير المؤمنين #، كان نصاً استدلالياً ولم يكن ضرورياً؛ ولذلك يحتاج إلى النظر والاستدلال في معرفة إمامته، ويدخل فيه الشك والشبهة ولذلك انصرف أكثرهم عن إمامته، فلو كان ضرورياً لم ينصرفوا، وإذا لم يكن نصٌ فبالانتصاب والدعوة يصير إماماً.
  فإذا حصلت الشرائط والانتصاب والدعوة يكون إماماً من جهة الله - تعالى - ومن جهة رسوله ÷، ويجب على الخلق مبايعته وتختص بالإمام أحكام شرعية:
  - كالحدود.
= يقابل شكر هذه الأمور، من الستر لها والجحود والاستخفاف بحقه تعالى، والعزم على ترك الإظهار المذكور عند التهمة، والله أعلم. المعراج إلى كشف أسرار المنهاج ج ٤ ص ٥٧.
(١) لعله خطأ في النسخ أو من الترجمة يريد: لا من جهة إمام، كما هو عند الإمامية؛ لأن الزيدية لا تقول به، ولأنه سيأتي ما ينفي ذلك من قوله: «وإذا لم يكن نص فبالانتصاب والدعوة يصير إماماً».