باب في الإمامة
  بعد حال، ولم يجوزوا أن يكون الزمان خالياً من الإمامة، ولأن الله - تعالى - أمر بالحدود وأوجب، وليس لكل أحد إقامة الحدود، فوجب أن يختص به الإمام؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به وجب كوجوبه، كالطهارة في أداء الصلاة وأمثالها.
فصل: في صفات الإمام:
  الإمام يجب أن يكون:
  ١ - من أفضل أهل زمانه.
  ٢ - ويكون من أهل الاجتهاد.
  ٣ - ويكون شجاعاً غير جبان، يثبت في الحروب.
  ٤ - سخياً غير بخيل يمنع الحقوق.
  ٥ - ورعاً غير فاسق.
  ٦ - عدلاً غير جائر.
  ٧ - ولا تصلح الإمامة في عموم الناس، ولا بد أن تكون من نسب مخصوص.
  ٨ - وينبغي أن لا تكون به آفة لا يتمكن معها من القيام بأمر الإمامة، كالعمى والزَّمِن وغيرهما.
  واختلفوا في النسب:
  فقال قوم: ينبغي أن يكون من قريش، من أي بطن كان، وهم المعتزلة.
  وقال قوم: لا اعتبار بالنسب، وإنما الاعتبار بالنص، وهو مقصور على اثني عشر، وهو مذهب الإمامية.
  وعندنا(١): لا يصلح إلا في ولد الحسن والحسين @.
(١) الزيدية.
(٢) صحيح ابن حبان ج ٢ ص ١٥٧.
(٣) التبصير في معالم الدين للطبري ص ١٥٥.