الباب الثالث: في سبب النيل للثواب والنجاة من العقاب
الباب الثالث: في سبب النيل للثواب والنجاة من العقاب
  قيل إن للطلب أربعة أركان: الطالب، والمطلوب، والمطلوب منه، والسبب الذي يطلب به.
  ١ - فطالب الثواب: هو المكلف.
  ٢ - والمطلوب: الثواب والنجاة من العقاب.
  ٣ - والمطلوب منه: هو الله.
  ٤ - والسبب: طاعة لله - تعالى - وترك معاصيه كما قال - تعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١}(١).
  فمن طلب المطلوب الذي هو الثواب والنجاة من العقاب بهذا السبب يصل إلى الثواب وينجو من العقاب، ومن يطلب بغير هذا السبب لا يصل إلى مطلوبه كما ذكرنا في مطلوب الدنيا.
  ومعلوم أن سبب النجاة من العقاب وسبب الثواب طاعة الله وترك معاصيه، ولا يصل أحد إلى الثواب والنجاة من العقاب باللهو واللعب والمعاصي.
  والسبب شيئان: العلم، والعمل.
  والعمل بغير العلم لا ينفع ولا أصل له، والعلم بغير العمل لا يحصل به المقصود، وإنما المقصود يحصل بهما جميعاً، وبنفس العمل لا ينجو من العقاب ولا يصل إلى الثواب، وللعمل شروط فإذا عمل على تلك الشروط يكون عبادة ويستحق به الثواب، وإذا لم يعمل على هذه الشروط لا ينفع، وشرائطه كثيره
(١) سورة الصف: ١٠ - ١١.