[ما علم ضرورة من دينه ÷]:
الباب الرابع: في بيان ما كان عليه النبي ÷ وأهل بيته وأصحابه من الدين
  لا شبهة أن في أيام الرسول ÷، الرسول، ومن معه وأهل بيته، وأصحابه من المهاجرين والأنصار كانوا على طريقة واحدة لا يختلفون في أمور دياناتهم، وللدين جملة وتفصيل، وجملته التوحيد والعدل والنبوة والشرائع وأحكام الآخرة، وهذه الجملة عُرفت من دينه ضرورة حتى يعرف المخالف للرسول ÷ هذه الجملة من دينه كما يعرف الموافق، والقرآن ناطق به، وسنة الرسول - صلى الله عليه وآله -، وإجماع الأمة عليه ولا خلاف في هذه الجملة بين الأمة وانما الخلاف في تفاصيلها.
[ما علم ضرورة من دينه ÷]:
  وما علم من دينه ÷ ضرورة في التوحيد: هو أن العالم مُحدث مصنوع، ومُحدثه وصانعه هو الله - تعالى -، وأنه قادر عالم حي سميع بصير غني قديم موجود واحد، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}(١)، لم يزل ولا يزال، ويستحيل عليه خلاف هذه الصفات كالعجز والجهل والموت والعدم والآفات والحاجات، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، هذا القدر عُرف من دينه ÷ في التوحيد، والقرآن ناطق به، وأجمعت الأمة عليه.
  فأما في العدل: فعُرف من دينه ÷: أن الله - تعالى - محسن حكيم عدل لا يظلم، وقضاؤه حق وإرادته حكمة وأمره حسن، لا يفعل
(١) سورة الشورى: ١١.