الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب السادس: في بيان كيفية الخلاف الذي ظهر في الأمة وبيان ظهور كل فرقة

صفحة 72 - الجزء 1

  وأيضاً قال ÷ لعلي: «أنت وصيي وخليفتي في أهل بيتي»⁣(⁣١)، وأمثال ذلك كثيرة لا يمكن ذكرها في هذا الموضع، والآيات التي نزلت في فضائل علي # كثيرة ذكرناها في كتاب (تنبيه الغافلين)⁣(⁣٢)، ومقاماته في الحروب وشجاعته، وزهده وعصمته، وعلمه بالأصول والفروع، واختصاصه بالنبي ÷ أظهر مما يحتاج فيه إلى البيان، ومع هذه الخصال كيف يقاتلونه! ولم يكن في أمة الرسول ÷ أحد مثله في جميع خصال الفضل، وكذلك في جميع الأمم من لدن آدم إلى يوم القيامة.

  ثم مع هذا إذا ذكروه لا يستحيون من الله - تعالى - ولا يخافون من عذابه، وذكروا معاوية في مقابلته وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري وأمثالهم، ولو قوبل جميع من في العالم بعد الأنبياء $ مع علي لرجح عليهم، ولكن لا غاية للعباد، وهذا الكلام في هذا الموضوع كان عارضاً اختصرنا عليه وإلا تفصيله مما لا يمكن إحصاؤه وعده، وإن صنف فيه الكتب في العمر، كما قال الشاعر بالفارسية:

  تعمر ما اتوا كفيره ... مذ نحش اكرد

  وباقي كرد ... د لشاعر(⁣٣)

  والمعنى: لا يمكن ذكر جميع مدحه لو نفد البحر بأن يعرف منه الشاعر، وهذا لا يمكن فكذلك لا يمكن عد فضائل علي ومدائحه #.

  و [الخلاف] الآخر: ظهور خلاف الخوارج يوم الحكمين، وأنكروا الحكمين


(١) في تاريخ دمشق لابن عساكر: «أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من تركت بعدي» ج ٤٢ ص ٥٦.

(٢) طُبع الكتاب بتحقيق (مؤسسة شمس الضحى).

(٣) لعل كتابتها كذا.