الباب الثاني في ذكر الدلائل الإفرادية وبيان حقائقها
صفحة 118
- الجزء 2
  الفائدة الرابعة هو أنها إذا دخلت على الجملة الابتدائية فقد يجوز الاقتصار على الاسم دون الخبر وهذا كقوله(١):
  إنّ محلّا وإنّ مرتحلا ... وإنّ في السفر إذ مضوا مهلا
  وهذا إنما يكون حيث يكون الخبر معمولا مدلولا عليه بالقرينة؛ لأن المعنى إن لنا محلا في الدنيا وإن لنا مرتحلا إلى الآخرة، فهذا ما أردنا ذكره من هذه الصور الخارجة عن الضوابط، وبتمامه يتم الكلام في الفصل العاشر من الباب الثاني من فن المقاصد، وهو الكلام في الدلائل الإفرادية وبالله التوفيق.
(١) البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٨٣، والخصائص ٢/ ٣٧٣، والدرر ٢/ ١٧٣، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥١٧، والكتاب ٢/ ١٤١، ولسان العرب (رحل)، وتاج العروس (حلل)، ومغنى اللبيب ١/ ٨٢، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٣٢٩، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٤٥.