الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

القسم الثاني من [التجنيس ويقال له الناقص]، والمشبه،

صفحة 187 - الجزء 2

  الشرك، وقولهم: الجاهل إما مفرط أو مفرط، وقد وقع في الحريريات كقوله، فلما استأذنه في المراح إلى المراح على كاهل المراح، فقد وجد في الميم ثلاث حركات كما ترى، ومنه قوله نظما:

  فقلت للائمى أقصر فإني ... سأختار المقام على المقام

الضرب الثاني المختلف بالأحرف وتتفق الكلمتان في أصل واحد يجمعهما الاشتقاق، [المطلق]

  وما هذا حاله يقال له المطلق، ومثاله قول جرير:

  فما زال معقولا عقال، عن النّدى ... وما زال محبوسا عن المجد حابس

  وإنما سمّى مطلقا لأنه لما كانت حروفه مختلفة ولم يشترط فيه أمر سواه قيل له مطلق.

الضرب الثالث أن لا يجمعهما الاشتقاق لكن بينهما موافقة من جهة الصورة مع أن إحداهما من كلمتين، والأخرى من كلمة واحدة، [المركب]

  وما هذا حاله يلقب بالمركب لما يظهر فيه من أحد الشقين من التركيب، ثم هو على وجهين،

الوجه الأول [المفروق]

  أن يكون متشابها من جهة اللفظ لا من جهة الخط، وما هذا حاله يقال له المفروق، ومثاله قولهم من ظلم نمله، فنم له، وقولهم لا تقعد تحت رقّ، تحترق، وفي الحريريات: أزمعت الشخوص من برقعيد، وقد شمت برق عيد، ومن النظم ما قاله البستىّ:

  إذا ملك، لم يكن ذا هبه ... فدعه فدولته ذاهبه

  ومن ذلك ما قاله بعضهم.

  وكم لجباه الراغبين لديه من ... مجال سجود في مجالس جود

  وفي الحريريات فمحرابى أحرى بي، وأسمالى أسمى لي، وقول بعضهم فهمنا لما فهمنا، فالأول من الهيام والثاني من الفهم.

الوجه الثاني [المرفوّ]

  أن تكون المشابهة بينهما من جهة اللفظ والخط، وما هذا حاله فإنه يلقب بالمرفوّ، وإنما لقّب به لأن المقصود هو الجمع بين كلمتين، أحدهما أقصر من الأخرى، فيضم إلى القصيرة ما يوازى الكلمة ويرفوها بذلك حتى يعتدل ركنا التجنيس، ومثاله قول بعض البلغاء: يا مغرور أمسك، وقس يومك بأمسك، فزيدت كاف الضمير في الثانية من أجل أن تساوى الأولى، ومن ذلك قول البستي: