تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 9 - الجزء 1

سورة الحمد

  معنى الحمد للّه الشكر للّه وكيف نشكره فعلمنا تعالى ذلك.

[مسألة]

  قالوا الحمد للّه خبر فإن كان حمد نفسه فلا فائدة لنا فيه وان أمرنا بذلك فكان يجب أن يقول قولوا الحمد للّه. وجوابنا عن ذلك ان المراد به الامر بالشكر والتعليم لكي نشكره لكنه وان حذف الامر فقد دل عليه بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لأنه لا يليق باللّه تعالى وإنما يليق بالعباد فإذا كان معناه قولوا {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فكذلك قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وهذا كقوله {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} معناه ويقولون {سَلامٌ عَلَيْكُمْ} ومثله كثير في القرآن.

[مسألة]

  وربما قالوا لما ذا أعاد {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} وقد تقدم من قبل.

  وجوابنا ان ذلك ليس بتكرار لأن المراد بالأول توكيد الاستعانة والمراد بالثاني توكيد الشكر له فلذلك كرر.

[مسألة]

  قالوا ما معنى قوله {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ويوم الدين ليس بموجود حالا وكيف يملك المعدوم وما فائدة ذلك. وجوابنا ان المراد القادر على (ذلك اليوم) الذي فيه الجنة على عظم شأنها والنار على عظم امرها وفيه المحاسبة والمساءلة فنبه تعالى بذلك على انكم ان شكرتم وقمتم بالواجب فلكم من الفوز في الآخرة بالثواب نهاية ما تتمنون فصار ذلك ترغيبا في الشكر والعبادة وزجرا