[مسألة]
سورة العلق
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى} أليس ذلك يدل على أنه أغناه وإن أدى ذلك إلى الطغيان وهذا هو المفسدة التي تنزهون اللّه تعالى عن فعلها؟ وجوابنا انه ليس في الظاهر أنه تعالى فعل ذلك حتى ذلك السؤال وقد يجوز ان يقول {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى} ويغنيه مع ذلك ويجوز أن يقول ولا يغنيه لأجل ذلك ومع ذلك فليس فيه دلالة على أنه لو لم يستغن كان لا يطغى بل يجوز ان يطغى على كل حال عند ذلك وعند عدمه فلا يدل على ما قالوه ويجوز ان يكون المراد يطغى بما يتمكن منه عند الاستغناء، ولولا ذلك كان لا يتمكن كالانفاق في وجوه المعاصي فيكون ذلك تمكينا لا مفسدة وهذه الآية تدل على أن العبد يتمكن من الطاعة إذا عصى لأنه لا يجوز في الاستغناء أن يدعوه إلى المعصية إلّا وهو متمكن من الامرين ولو كان ما فيه من الكفر خلقا للّه كان لا يصح ذلك وقوله تعالى من قبل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أحد ما استدل به العلماء على أن القرآن مخلوق لأنه تعالى ذكر اسم ربه ثمّ وصفه بأنه خلق فيترجح أن يكون هذا الوصف راجعا إليه وان جاز ان يرجع إلى غيره.