[مسألة]
صفحة 486
- الجزء 1
سورة المسد
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} كيف يصح أن يعرّفه اللّه تعالى بأنه سيصلى النار وأنه لا يؤمن ومثل ذلك إذا عرفه المرء صار كالصّارف عن الإيمان والإغراء بالكفر؟ وجوابنا أن في العلماء من قال إن هذا الخبر مشروط كما شرط اللّه تعالى في الوعد الثبات على الطاعة واجتناب الكبائر وشرط اللّه تعالى في الوعيد أن لا يتوب ولا يأتي بطاعة أعظم من معاصيه وإذا كان مشروطا فيجوز أن يؤمن فيخرج عن أن يكون خاسرا وأن يكون ممن يصلى النار قطعا ومن العلماء من قال يجوز أن يكون مقطوعا به وإعلامه بذلك لعلم اللّه تعالى فيه أنه لا يؤمن ولا يمنع ذلك من حسن التكليف لأنه في أن لا يؤمن إنما يؤتى من قبل نفسه وعلى هذا اختلفوا أيضا في تعريف اللّه له هل هو بأنه لا يؤمن أو بأنه يبقى إلى حين.