تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 343 - الجزء 1

سورة فاطر

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} وذلك متناقض. وجوابنا أنه لا يمتنع أن يكون بعضهم رسلا إلى بعض ويكون ذلك توكيدا في ألطافهم فأما قوله تعالى {أُولِي أَجْنِحَةٍ} فالمراد أنهم بهذا الوصف فبعضهم له مثنى وبعضهم له رباع ويحتمل أن يكون الملك متمكنا من أجنحة هي ثلاث ومن أجنحة هي مثنى ومن أجنحة هي رباع لأن الجناح لا حياة فيه وهو آلة الطيران فقد يجوز فيه الزيادة والنقصان.

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} أليس ذلك يدل على أن كل محدث مخلوق فاللّه خالقه لا خالق سواه وذلك بخلاف قولكم لأنكم تقولون أنه من فعل الشيء مقدرا فهو خالقه وتستدلون بقوله {فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}. وجوابنا أنه تعالى انما نفى خالقا سواه ورازقا لنا لأنه قال هل من خالق غير اللّه يرزقكم من السماء والأرض ولا خالق بهذه الصفة إلا هو وقد بيّنا من قبل أن إطلاق هذه اللفظة لا يصح إلا في اللّه تعالى فلا وجه لإعادته.

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} كيف يصح أن يرى القبيح حسنا؟ وجوابنا أن