[مسألة]
  عَشْرُ أَمْثالِها} كيف يصح ذلك في كل الحسنات. وجوابنا انه قد قيل في ذلك ان المراد به التفضل الزائد على الثواب فمنّ اللّه تعالى بذلك في كل حسنة ترغيبا في الطاعة وقيل فيه أيضا إن المراد فله عشر أمثالها في أنها حسنة وان كان الواحد من ذلك ثوابا عظيما والثاني تفضل وهو دون ذلك الثواب فإذا تأولناه على هذا الوجه زال القدح.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} كيف يصح ذلك مع تقدم اسلام سائر الأنبياء وأممهم. وجوابنا ان المراد بذلك وأنا أول المسلمين من قومي لأنه قد تقدم قوله {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} ومعلوم أنه ﷺ كان أول من أسلم بذلك من أمته وقوله تعالى {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} دليل بيّن في أن الفعل للعبد وأنه لا يؤاخذ بما يكون من فعل غيره وأن قول من يزعم أن أطفال المشركين يعاقبون بذنوب آبائهم خطأ عظيم ومعنى قوله {ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ} ان اليه المرجع خاصة دون غيره لا كما قد عهد في الدنيا أن غير اللّه قد يرجع اليه في الأمور ولذلك قال تعالى {فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} ولو كان المراد الرجوع إلى المكان لم يصح هذا القول ولم يكن فيه فائدة.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} بعد ذكر القرآن وهذا يوجب أنه آتاه الكتاب بعد القرآن وذلك لا يصح.
  وجوابنا أن لفظة ثمّ ربما دخلت لفظا لا معنى ويكون المراد ترتيب الاعراب والاخبار كما يقال علمت فلانا العلم ثمّ ربيته فيكون قصده اعلام انعامه عليه لا ترتيب ذلك فكأنه قال ثمّ نعلمك يا محمد انا أتينا موسى الكتاب.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ