[مسألة]
سورة الانشقاق
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} أين الجواب لهذا الكلام؟ وجوابنا أن المراد واذكر إذا السماء انشقت وتدبر إذا السماء انشقت فهو تنبيه على حال ذلك اليوم وترغيب في الطاعة فلذلك قال تعالى بعده {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} وذكر تعالى من أوتي كتابه بيمينه وكيف يكون حسابه وانقلابه إلى أهله مسرورا وكيف حال من أوتي كتابه وراء ظهره وأنه الآن يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وقد كان من قبل في أهله مسرورا، وإذا ميّز التالي لهذه السورة بيّن هذين الامرين اللذين أحدهما يدوم ولا يبيد والآخر ينقطع ويصير وبالا رغبة ذلك في الطاعة وعمارة أمر الآخر وقوله تعالى {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} وقد دخل تحته المؤمن والكافر يدل على أن المراد بكل لقاء ذكره اللّه تعالى في كتابه لقاء ما وعد وتوعد لا كما يتعلق به من يقول إن اللّه يرى فيظن أن اللقاء إذا أضيف إلى اللّه تعالى دلّ على الرؤية.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً} كيف يصح ذلك وقد ذكر تعالى في عدة مواضع