[مسألة]
سورة النساء
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} ما الفائدة في ذكر الارحام مع ذكر اللّه. وجوابنا أنه تعالى ذكر الارحام ليرغب الناس فيما يلزم من حقها وذكرها مع ذكره إعظاما لذلك ولذلك قال بعده {إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} يعلم ما تقدمون عليه في حق عبادته وما تفعلونه في حق ذي الارحام فهذا هو الفائدة.
[مسألة]
  وربما قيل في معنى قوله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ} وأي تعلق لهذا بحديث الأيتام. وجوابنا أن في الرواية أن من كان يقوم بحق اليتامى كان ربما يطمع في تزوجهن والبسط في أموالهن ويقفون أنفسهم عليهن للطمع فأباح اللّه تعالى هذا النكاح من غيرهن وحرم البسط في أموالهن ولذلك قال من بعده {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا} وقال بعده {وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا} وكل ذلك يؤيد ما قلنا وأمر من كان غنيا في أموال اليتامى أن يستعفف ومن كان فقيرا أن يأخذ من أموالهم ما يجري مجري الأجرة على ما يأتيه من الاحتياط في أموالهم ثمّ قال تعالى {فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ