[مسألة]
  على مذهب من يقول إنه تعالى يخلق فيهم هذه الأفعال من المجبرة.
[مسألة]
  قالوا فقد قال تعالى {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} وهذا يدل على أنه قد منعهم من الايمان ومذهبكم بخلافه وكيف تأويل الآية. وجوابنا ان للعلماء في ذلك جوابين، أحدهما أنه تعالى شبه حالهم بحال الممنوع الذي على بصره غشاوة من حيث أزاح كل عللهم فلم يقبلوا كما قد تعين للواحد الحق فتوضحه فإذا لم يقبل صح أن تقول انه حمار قد طبع اللّه على قلبه وربما تقول انه ميت وقد قال تعالى للرسول {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى} وكانوا أحياء فلما لم يقبلوا شبههم بالموتى وهو كقول الشاعر.
  لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
  ويبين ذلك أنه تعالى ذمهم ولو كان هو المانع لهم لما ذمهم وانه ذكر في جملة ذلك الغشاوة على سمعهم وبصرهم وذلك لو كان ثابتا لم يؤثر في كونهم عقلاء مكلفين. والجواب الثاني ان الختم علامة يفعلها تعالى في قلبهم لتعرف الملائكة كفرهم وانهم لا يؤمنون فتجتمع على ذمهم ويكون ذلك لطفا لهم ولطفا لمن يعرف ذلك من الكفار أو يظنه فيكون أقرب إلى أن يقلع عن الكفر وهذا جواب الحسن | ولذلك قال تعالى {وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ}.
[مسألة]
  يقال كيف يجوز أن يقول {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} وذلك يدل على الماضي ثمّ ينفي بعد ذلك بقوله {وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} فجوابنا انه أراد تعالى المنافقين الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وقص تعالى خبرهم لعظم مضرتهم في ثلاث عشرة آية كما أنه ذكر صفة المؤمنين في أربع آيات وصفة الكفار في آيتين فقد كانت مضرتهم أعظم في أيام الرسول ﷺ فكشف تعالى بذلك حالهم لئلا يغتر بهم ولكي يتحرز من مخالطتهم ودل ذلك على أن اظهار الايمان ليس بايمان وان المعتمد على ما في