[مسألة]
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا} ان ذلك يدل على جواز لقائه بالرؤية والمشاهدة. وجوابنا ان المراد لا يرجون لقاء ثوابنا واكرامنا ولا يرجون المجازاة على ما يكون في الدنيا وهذا كقوله {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ} وكقوله {إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} وبعد فقد يقال لقي فلان فلانا وان لم يره وقد يوصف بذلك الضرير إذا حضر غيره وقد يرى الرجل غيره من بعد ولا يقال لقيه، فليس معنى اللقاء الرؤية ولذلك قال تعالى بعده {وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها} فنبه بذلك على أن المراد انهم لا يؤمنون بيوم القيامة وقوله تعالى بعد ذلك {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ} يدل على أن الهدى هو الثواب فيكون حجة على ما نتأول عليه وربما قيل في قوله تعالى {فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ} ان ذلك يدل على ارادته لذلك، وجوابنا أن المراد نخلي بينهم وبين ذلك وان كنا لا نأمر ولا نريد الا الطاعة وهذا كقوله {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} والمراد التخلية وكما يقال أرسل فلان كلبه على من يدخل داره إذا لم يمنعه من الوثوب على الناس.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} أليس في ذلك دلالة على أنه تعالى لا يعلم الشيء حتى يكون. وجوابنا أن المراد بذلك لننظر نفس العمل وهو تعالى يراه بعد وجوده وأما علمه فلم يزل ولا يزال.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ} فعمم ذلك ثمّ قال {وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} فخص كيف يصح ذلك. وجوابنا أنه يدعو إلى دار السلام الكافة ومعنى قوله ويهدي