[مسألة]
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى} كيف يصح ذلك مع علمنا بخلافه. وجوابنا أن المراد من ذهل عن تمييز الخير والشر في الدنيا فهو بأن يذهل عن ذلك في الآخرة أولى وليس المراد اثبات العمى في الحقيقة بل هو ترغيب في التمسك بالطاعة وبين تعالى بعد ذلك ألطافه التي خص بها الرسول ﷺ بقوله تعالى {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} وبقوله {وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا} وانما ﷺ يمنع من هذه الأمور بما جرت به عادة اللّه تعالى من صرفه عنها.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها} كيف يصح منهم اخراجه من الأرض. وجوابنا ان المراد الأرض المعهودة فهذه الألف واللام دخلتا على معهود فبيّن تعالى ما كانوا عليه من شدة المعاداة حتّى همّوا بإخراجه من الأرض المعروفة به ﷺ وبين أن ذلك لو تم لما لبثوا إلا قليلا على سنة اللّه تعالى فيمن تقدم.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ} ما فائدة إضافة الضعف إلى الحياة وإلى الممات. وجوابنا أن ذلك وعيد بالعذاب المعجل في حال الحياة في الدنيا والمؤخر إلى الآخرة فأضاف ذلك العذاب إلى الممات لما كان لا يموت الا بعده.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} ما الفائدة في ذكر الحمد في استجابتهم يوم القيامة. وجوابنا أن المراد إنكم حامدون للّه تعالى على نعمه المتقدمة وأن أمر بكم إلى النار وإلى المحاسبة الشديدة ويحتمل {فَتَسْتَجِيبُونَ} استجابة حامد شاكر لا يمكن من جهتكم الامتناع.