[مسألة]
  لان ذلك من حروف الجر فكأنه قال تنبت الدهن فالكلام صحيح على كل حال.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا} كيف يصح وقد كان بين الرسل فترات وكيف يصح قوله تعالى {فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً} وذلك تكرار؟ وجوابنا أنه تعالى وصف بعض الرسل بذلك ولذلك قال بعده {ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى} وتقدم من قبل ذكر الرسل فلا يمتنع من ذلك البعض أنه أرسلهم على اتصال ولا يمتنع إذا تقارب بعثة بعضهم بعد بعض أن يقال ذلك فأما قوله فأتبعنا بعضهم بعضا فإنه يعني في الهلاك ولذلك قال بعده {وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ} فالمراد بذلك الأمم التي كان اللّه تعالى تعجل إهلاكها وقوله من بعد {فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} دلالة على أن الذين ينجون من العذاب هم المؤمنون ومعنى قوله من بعد {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} أي دلالة ومعجزة فإنه تعالى نقض العادات فيها وفي ابنها وقوله تعالى من بعد {يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً} يدل على أنه أباح الطيبات وأنه لا يدخل في جملة الورع اجتنابها أكل ذلك وقوله من بعد {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} المراد به التخلية كأنه تعالى يعزي الأنبياء فقد كانوا يتشددون في الدعاء إلى اللّه تعالى ويغتمون بترك القبول وقال تعالى {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ} أي في حيرتهم التي أوتوا فيها من قبل أنفسهم حتى حين وذلك كالتهديد لانّ قوله تعالى {حَتَّى حِينٍ} تنبيه على عذاب الآخرة.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ} كيف يتعلق فساد السماوات والأرض باتباعهم أهواءهم؟ وجوابنا أن المراد من كذب بالرسل وباللّه تعالى وأثبت آلهة سواه ولو صح مع اللّه تعالى آلهة إلا اللّه لفسد التدبير وهذا هو المراد بالآية كما نقوله في دلالة التمانع في قوله {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا}