[مسألة]
سورة ص
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ} إن في هذه الآيات مطاعن منها تسورهم عليه وهم خصمان كيف يصح ومنها انه جمع بقوله تسوروا وثنّى بقوله خصمان وبقوله {إِنَّ هذا أَخِي} وبقوله {لَقَدْ ظَلَمَكَ} ومنها ان في الخبر ان ذلك ورد في قصة أوريا ورغبة داود في امرأة أوريا وانه # عرضه للقتل رغبة فيها إلى غير ذلك مما يذكره الجهّال. وجوابنا ان الصحيح إن كانت تلك المرأة التي رغب فيها قد صارت أيّما بلا زوج فخطبها وكان من قبل ذلك خطبها غيره فسكنت اليه ولم يفتش عن ذلك فصار ذلك ذنبا صغيرا وعلى هذا الوجه نهى ﷺ ان يخطب المرء على خطبة أخيه ويدل على ذلك قوله {وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ} فنبه بذلك على ما ذكرناه والذي يرويه من لا معرفة له بأحوال الأنبياء صلّى اللّه عليهم وسلم لا معتبر به فاللّه تعالى لا يبعث إلا من هو منزّه عن هذه المعاصي حتى أنهم لا يقدمون لا على كبيرة ولا على صغيرة يعرفونها قبيحة وإنما عاتبه اللّه تعالى ونبهه من حيث صار غافلا عن خطبة متقدمة كان يمكنه أن يفتش عنها فلا يقدم على الخطبة بعد تلك الخطبة. فأما التّسوّر فإنه غير قبيح من الملائكة في زمن الأنبياء ليكون ما يؤدونه أقرب إلى التحريك والتنبيه وأما التثنية والجمع فيجوز في اللغة في هذا المكان فان قوله خصمان يدل على اثنين وقد يذكر ذلك ويراد أكثر بأن