تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 399 - الجزء 1

  أن يستدرجهم إليها ومنها قوله تعالى {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} فذلك انما يصح إذا كانت الخشية تصرفه عن الفعل ولو كان مخلوقا فيه لما صح ذلك وقوله تعالى {لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ} يدل على أنه تعالى يضم إلى ثوابهم التفضل ولا نمنع من أن يكون ذلك عند شفاعة الرسول فليس لمن خالفنا في الشفاعة أن يتعلق بذلك وقوله في آخر السورة {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ} يحقق ما نقوله في الوعيد وبين أن ذلك يصرف عن المعاصي فلذلك أمر اللّه جل وعز نبيه أن يذكرهم به ولو كان ذلك خلقا فيهم من جهة اللّه تعالى لما صح ذلك.