[مسألة]
  فعله. وجوابنا أن الضحك هو التفتح المخصوص الذي يظهر في الوجه وذلك يكون من فعل العبد ولا حال يضحك فيها الا ويجوز أن يتركه لأنه لو خوّف من الضحك لتركه فأما الابكاء فهو من فعله تعالى لأنه إنزال ما يدفع صفة الوجه فحقيقته أنه تعالى تعالى هو الذي يبكي العبد وإن كان العبد قد يتسبب في ذلك وقد قيل إن المراد بقوله {أَضْحَكَ} انه أنعم على أهل الثواب بالجنة والثواب {وَأَبْكى} انه عاقب أهل النار واستدلوا على ذلك بقوله تعالى {ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى} وذلك لا يليق الا بأمر الآخرة فشبه ما ينالهم من النعيم والسرور بالضحك وما ينالهم من العقاب بالبكاء.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى} كيف يصح ذلك ونحن نعلم ما لا يخلق من النطفة من الذكر والأنثى؟ وجوابنا ان جميع ما فعله من الذكر والأنثى أصل الخلقة فيه النطفة وإن كانت ربما تكون بواسطة وربما لا تكون وما يوجد على غير هذا الوجه لا نعلم فيه الذكر من الأنثى وقوله ø {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى} يدل على وجوب الإعادة لأجل الإثابة لان في قوله {وَأَنَّ عَلَيْهِ} دلالة الوجوب. وقوله تعالى {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى} ظاهره أن بعد عاد عادا ثانيا فيكون هو الأول وقد روى ذلك في الاخبار. ومن قال أنه واحد تأول على ما قاله الحسن لأنه قال هم الأول لنا من حيث كانوا قبلنا ونحن كالآخر لهم.