تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 432 - الجزء 1

سورة الحاقة

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ} كيف يصح ذلك ومن خوطبوا بذلك لم يحملوا في سفينة نوح؟ وجوابنا ان المراد حملنا من أنتم من نسله فهو بمنزلة قوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} والمراد من أنتم منهم ونجاتكم بنجاتهم.

[مسألة]

  وربما قالوا في قوله تعالى {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} أليس ذلك خلاف قوله {لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؟ وجوابنا انه لا يمتنع في قوم أن لا طعام لهم إلا من ضريع ويجوز أن يكون المراد ليس لهم طعام إلا من ضريع ولا شراب إلا من غسلين وهو ما يسيل من صديدهم فسمّاه طعاما من حيث يستطعم.

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} كيف جعله قول جبريل وهو كلام اللّه تعالى؟ وجوابنا أنه إذا سمع منه جازت هذه الإضافة لأنه منه علم ولولاه لم يعلم فاما قوله من قبل {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ} فلا يصح أن يتعلق به المشبهة لأن العرش في السّماء مكان لعبادة الملائكة فيحملونه ويطوفون حوله ويضاف إلى اللّه تعالى من حيث خلقه كما يضاف العبد إلى اللّه تعالى وقوله تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ