تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 437 - الجزء 1

[مسألة]

  وربما قيل في قوله تعالى {أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} كيف يصح ذلك ونور القمر يكون على الأرض لا فيما بين السماوات؟ وجوابنا أن المراد وجعل القمر بينهن وبين الأرض نورا أو لما جمع السماء أجمع بلفظة واحدة جاز في نور القمر وهو ينالها أيضا كما ينال الأرض ان يقول ذلك.

[مسألة]

  وربما سألوا في قوله تعالى {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً} كيف يصح ذلك وأكثر أهل الأرض من الكفار وكيف يصح ان يظهر خلاف ما قدره اللّه تعالى من بقاء هؤلاء الكفار وكيف قال تعالى بعده {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً} والمولود لا يكون بهذا الوصف؟ وجوابنا ان مراد نوح # الكفار الذين كانوا في زمنه ومن أعلمه اللّه أنه لو أبقاهم أبدا لم يؤمنوا فدعا اللّه تعالى عليهم بهذا الدعاء وأجاب اللّه دعوته بأن أغرقهم فأما قوله تعالى {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً} فالمراد من سيفجر ويكفر نبّه بذلك على أنه كما أن المعلوم أنهم لا يؤمنون فمن المعلوم أيضا أنه لا يكون في نسلهم مؤمنون.