تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 444 - الجزء 1

  الخمر، وان كان طعمه في الدنيا لا يستطاب وقد قيل إن المراد يشربون من نهر تربته الكافور وكذلك إذا سألوا عن قوله {كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا} إذا المراد التنبيه على الجملة وإن كان شراب أهل الجنة في نهاية اللذة.

[مسألة]

  وربما قالوا في قوله تعالى {وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ} وهذا متناقض فلا يكون من فضة ويكون قوارير؟ وجوابنا أن المراد أنها من فضة وقد بلغت في الصفاء والحسن بحيث يرى ما فيها حتى لا تكون حاجزا ولا حائلا كالقوارير وهذا نهاية ما يقع به الترغيب فأما قوله {فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ} فالمراد به ما تشاءون من اتخاذ السبيل إلى الرب إلا واللّه قد شاءه والمراد انه شاء العبادات ولذا أنكره على القوم أنهم يصرحون بأنه تعالى قد شاء الفواحش واللّه يتعالى عن ذلك.