تنزيه القرآن عن المطاعن،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[مسألة]

صفحة 491 - الجزء 1

  يصح إلا منه. ومنها الرحيم ومعناه المكثر من فعل النعم. ومنها الملك والمالك ومعناه القادر على التصرف في الأجساد إذا كانت معدومة وبالتقليب من حال إلى حال إذا كانت موجودة وعلى هذا الوجه قال تعالى {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ويوم الدين هو يوم القيامة وهو معدوم الآن فأما في سورة البقرة فأسماء كثيرة.

  منها المحيط وهذا الاسم حقيقة انما يصح في الأجسام التي تحتوي على الشيء كاحتواء الظرف على ما فيه ويقال ذلك في اللّه من حيث يعلم أحوال العباد من كل وجه فيجب أن يريد الداعي بهذه اللفظة ما ذكرنا وانما قال تعالى {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ} ليكون ردعا لهم عن الاقدام على المعاصي. ومنها القدير وذلك حقيقة في اللّه يفيد المبالغة في القدرة. ومنها العليم وهو للمبالغة في كونه عالما ومنها الحكيم ويقال ذلك على وجهين أحدهما بمعنى عالم والآخر بمعنى أنه فاعل لحكمة وكل ذلك صحيح. ومنها التوّاب ومعناه المبالغة في قبول التوبة من العباد وذلك كالمجاز الذي قد صار بالعرف كالحقيقة. ومنها البصير ومعناه أنه يدرك المبصرات إذا وجدت. ومنها الواسع وذلك مجاز في الأصل لأنه يستعمل في نقيض الضيق فهو حقيقة في الأجسام فيراد به كثرة رحمته وجودة إنعامه وأفضاله ومنها البديع والمراد بذلك المبالغة في اختراع الأمور من الأجسام وغيرها. ومنها السميع والمراد بذلك أنه يدرك المسموعات إذا وجدت. ومنها الكافي والمراد بذلك أنه متفضل على العباد بمقادير كفايتهم إما بسبب أو بغير سبب. ومنها الرؤوف وفائدته الاكثار من فعل الرأفة.

  ومنها الشاكر وذلك في اللّه مجاز وإن كثر فيه التعارف لأن الشاكر في الأصل هو المنعم عليه إذا اعترف بالنعمة وذلك محال في اللّه تعالى فالمراد به أنه مقابل على الشكر بالثواب كما يفعله الشاكر في مقابلة النعم أو يكون المراد أنه المجازى على الشكر وقد يجري اسم الشيء على ما هو جزاء عليه. ومنها الواحد والمراد بذلك انه لا ثاني له في قدمه وأوصافه. ومنها الغفور والمراد بذلك انه لا يفعل بالعصاة إذا تابوا وكانت معاصيهم صغيرة ما يظهر به حالهم فهو مأخوذ من الستر كما يقال ذلك في المغفرة وغيرها وذلك وان كان مجازا في الأصل فقد صار